غرفة مضاءة ومريحة مملوءة  بالأشخاص الذين يتجاذبون أطراف الحديث فيما بينهم ثم يضحكون معا.  فعند الإصغاء إليهم يدرك الشخص بأنهم يتحدثون ليس فقط باللغة الألمانية وإنما بلغات مختلفة أخرى. الأشخاص المسنون ” الجيل المنسي” يشاركون في هذه الدورة.

إن هذه الدورة مقدمة من مركز الإبداع و التمكين ZEIK وهي دورة متاحة للاجئين الذين بلغوا سن التقاعد ليتمكنوا من تقوية وإنشاء علاقات جديدة.  وبالتزامن مع الدورة يتم تعلم اللغة الألمانية بطريقة ممتعة.  إن الدورة قد أعطت انطباعا جيدا فعدد المشاركات و المشاركين يتراوح غالبا بين 11 و 16 كما أن الفرصة متاحة لمن يرغب بالمشاركة.

عندما التقينا مع مشرف الدورة علي رضا أحمدي فقد اندهشنا من شدة حماسه عندما أخبرنا عن هذه الدورة و عن ZEIK.

يشرح لنا علي رضا أحمدي بأن اللاجئين المسنين الذين بالكاد يتحدثون اللغة الألمانية فإنه يتم توجيههم من قبل أولادهم عند زيارة الطبيب أو كذلك الدوائر الرسمية للدولة كما تسبب اللغة حاجزا يقوم بمنع زيارة الفعاليات أو إجراء اتصالات جديدة مما يزيد من صعوبة تعلم اللغة الألمانية بالشكل الأفضل. إن اللاجئين القادرين على العمل يفضلون زيارة دورات اللغة ليتمكنوا من إيجاد وظيفة أو تدريب مهني بشكل أسرع .أما المسنون فبالكاد يجدون عروضا لذلك ولدت فكرة هذه الدورة.

لقد تطور   ZEIK  إلى  مشروع تجريبي للتعليم الأساسي و مكتب لتقديم المشورة من أجل اللاجئين من جمعية مسجلة تدعى اختصاراً ZBBS e.v  لقد تطوع شباب لاجئون لأجل تقديم المساندة للمواطنات و المواطنين الجدد القادمين إلى مدينة كيل لدى الجهات الرسمية.  فمن خلال لقاءات منتظمة تم تشكيل فرقة ذات ثقافات متعددة و من خلال تبادل الآراء فيما بينهم استطاعوا الوصول إلى الأفكار : فكل من يملك موهبة رائعة  يقدمها للآخرين . ولكن كيف سيكون الأمر فيما لو تمكنا أن نحقق بهذا المهارات عروضا؟  أو دورات ذاتية؟  أو مشاريع من خلالها يتم توطيد الديمقراطية؟

فمن خلال الحديث مع أحمدي تبين بشكل جلي أن الديمقراطية والتي هي أمر طبيعي بالنسبة لنا  هي موضع تقدير بالنسبة للكثير من  اللاجئين. فمن خلال الديمقراطية يمكن التعبير بحرية عن الآراء. كذلك عند التعامل مع البيروقراطية فلا يجب خشية الفساد فالقوانين تسري على الجميع بشكل متساو ولذلك يجب عليهم تحمل المسؤولية اتجاه المجتمع و العمل من أجل التسامح. ف Zeik  لا ترتبط مطلقا بأي دين وذلك كي تكون مفتوحة على الجميع بغض النظر عن الطائفة .

إن المشاريع و الأحداث متنوعة للغاية وهي متبوعة بعروض مختلفة فعلى سبيل المثال :  دورة تعليم الكمبيوتر، و دورة العزف على الكيتار و دورة اللغة الكردية و دورة البرمجة للمبتدئين وحلقات النقاش و ارسم وعش بإبداع أو خشبة مسرح شاغرة لأجل اللاجئين، هنا يقوم لاجئون من بلد ما شهريا بتقديم الموسيقى و الطعام و العديد من الفعاليات.

إنّ المشاريع و النشاطات مفتوحة سواء لأبناء مدينة كيل كما للاجئين . كما أنّ تقديم دورات من قبل مواطني مدينة كيل هو أمرٌ مرحبٌ به .