منظمة ثقافة بلا حدود Kulturgrensenlos تدفع الناس للعيش المشترك

 

في منتصف شهر آذار تتدنى درجة الحرارة ما دون الصفر خمس درجة مئوية تحت الصفر تترافق مع عواصف ثلجية. لذا ما من أحد يخرج من باب منزله. اعتقادٌ خاطئ، لأن كيل تقدم رغم الأحوال الجوية السيئة بعض العروض التي تستحق العناء،  ارتداء قبعة ووشاح وشق الطريق وسط الهبات الثلجية.

برنامج اليوم : الدبكة.

ما لم يقله لنا أحد في البداية هو أنها ممتعة جداً. الرقص الشعبي السوري ليس حكراً على الراقصين الطموحين، بل مناسبة رائعة لتصبح نشطاً في مجموعة ولتتعرف على أناس جدد. حوالي عشرون شابا وشابة من بلدان وثقافات مختلفة نفضوا الثلج عن اكتافهم وشاركوا في العرض المفتوح. كان المزاج العام رائعاً بشكلٍ لا يصدق. سواءً مكن المرء من اداء حركات رشيقة ام لا. لا يهم أبداً. كانت المتعة حاضرة هنا بين المشاركين، وفي المقدمة وعلى الدوام كان معلمي الرقص يراقبون المشهد. لان الجميع حضروا.

 

أكثر من 600(Tandem) شريك للتبادل الثقافي

ما يطمح اليه المنظمون في الداخل هو التبادل الثقافي والجمع بين الناس نحن نتحدث عن مشروع ثقافة بلا حدود، وهي عبارة عن جمعية تعمل من اجل الانفتاح والتعاون والتسامح. وفي المقام الاول يتم ذلك من خلال ما يسمى (Tandem) أي ثنائيات للتبادل الثقافي، من خلال اللقاء بين سكان كيل واللاجئين في اوقات الفراغ , تقوم تلك الثنائية بممارسة الرياضة معا وكذلك الاحتفال والرقص، وعزف الموسيقى والتلحين، او الذهاب في نزهة سيراً على الأقدام, وكل هذا ما يمكن المرء القيام به مع الاشخاص الاخرين.

بالنسبة للاجئين إنها فرصة مناسبة للتعرف على كيل وسكانها وبذلك تتحسن قدراتهم والمامهم باللغة الألمانية.وأيضاً يتعرف المشاركون الألمان على أشخاص وثقافات رائعة ومثيرة للإهتمام والمساهمة من جانبهم بذلك والحد من اطلاق احكام مسبقة وكذلك دمج اللاجئين في مجتمعاتها.

 

مدى نجاح أي المشروع يمكن التحقق منه بسهولة من خلال الأرقام. أكثر من 600 ثنائي (Tandem) اي اكثر من 1200 شخص جمعتهم ثقافة بلا منذ عام 2015

من خلال استطلاع للرأي في كانون الأول 2017 ذكر أكثر من ثلثي الأشخاص الثنائيين المستطلعين في هذه الأثناء كوّنوا علاقات صداقة مع بعضهم البعض، أيضا صرح الكثير منهم  بأن دائرة الصداقة قد تطورت ،وايضا بناء سكن جماعي مشترك وكذلك ظهرت مشاريع جديدة من الثنائيات. على سبيل المثال منظمة La Cultura والتي تعمل بطرق عديدة للتبادل الثقافي والاندماج.

 

الانفتاح أساس النجاح في الحياة .

لماذا يكون المشروع ناجحا هكذا؟ يمكن تخمينه بسهولة، عندما يحتك المرء ويندمج بالجمعية يجد أن الأفكار المطروحة ليست فقط  مجرد بنود في النظام الأساسي للجمعية. ولقد عاش الجميع المزاج الايجابي وكان جليا خلال الدبكة.  وأيضا لقاؤنا الأول مع جوديت ولينا وفيصل ، الذين أوضحوا لنا خلال المقابلة  نظرة ثاقبة لعملهم وللجمعية. كان لدى العاملين الثلاثة انفسهم نقاط الاتصال الأولى مع مشروع الثقافة بلا حدود عندما سجلوا وكانوا ثنائيين. ومع ذلك أرادوا الوصول إلى أبعد من ذلك وهم الآن يطمحون الى تحقيق تقدم ملحوظ للنادي بتفانٍ وإتقانٍ عظيمين.

بالإضافة إلى الترادف الثنائية (Tandem) فإنهم ينظمون مجموعة متنوعة من العروض المختلفة ، بعضها مخصص للمجموعات الثنائية، لكن غالبا تبقى الابواب مشرعة لجميع المهتمين .

بالإضافة إلى الدبكة ، هناك دروس في الموسيقى وتنظيم لقاءات نسائية, الذهاب معا الى السينما والمشاركة بالأحداث الرياضية وأكثر من ذلك بكثير وخاصة  في الصيف يمكن للمرء ممارسة أنشطة مختلفة كالشواء في الهواء الطلق أو الاستمتاع معا  بالموسيقا في الحدائق العامة.

 

انظمّ ببساطة

يحمل المشروع الكثير من الإمكانات ،وتم ترشيحه لهذا العام  لجائزة الاندماج الألمانية من مؤسسة هيرتي  لعام 2018 باعتباره المشروع الوحيد من هذا النوع  في مقاطعة شليسفيغ هولشتاين. وما يزال هناك  مجال للتحسن والنهوض نحو الافضل. لكن يوجد حاليا حوالي 150 لاجئاً في قائمة الأنتظار، ولم يتم العثور بعد على شريك ثنائي (Tandem) مناسب لهم . لذلك إذا كنت الأشخاص المهتمين بالتبادل الثقافي مع اشخاص ظرفاء  وودودين، يمكنك التسجيل بسهولة عبر الصفحة الرئيسية لمشروع لثقافة بلا حدود.

 ORT

Alte Mu
Lorentzendamm 6-8
24103 Kiel

Text: Max Ihle

Fotos: Max Ihle/kulturgrenzenlos