تقرير الشخص المعني

كان الشعب في سوريا يعيش حياةً بعيدةً كل البعد عن الديمقراطية. فمنذ عام 1970 سيطر على الحكم طائفة وحكمت سوريا حكماً عسكرياً وعلى أساس طائفي. فكانت الدولة تحتكر كل شيء لطائفتها ولا يحصل بقية الشعب على أدنى مستويات المعيشة، فمعظم الشباب كانوا عاطلين عن العمل. ولذلك خرج الشباب في مدينة درعا وكان معظمهم من حاملي الشهادات الجامعية وطالبوا بحقوقهم الأساسية. وعلى الرغم من أنهم لم ينجحوا بتحقيق مطالبهم، إلا أن أفكارهم انتشرت في جميع أنحاء سوريا، وكان هناك مؤيدون في كل أنحاء البلاد لهذه المطالب وخرجوا مطالبين بالحقوق بشكل سلمي.

ولكن حدث شيءٌ رهيب …

فالدولة العسكرية لم تعتد على شيء من هذا القبيل وواجهت المظاهرات السلمية بالحديد والنار. وبدأت حرب طويلة مازالت مستمرة منذ عام 2011، قُتل ما يقارب من 400000 من الأبرياء ونزح وشُرد ملايين الأشخاص وتُركوا بلا مأوى.

الليلة الماضية لم تكن ليلةً عاديةً، طارت الطائرات فوق المدن وبدأت بقصف السكان، وأصبحت المباني الشاهقة التي أصابتها بصواريخها انقاضاً، وتُوفيَ العديدُ من الناس تحت الأنقاض، أما الأطفال فقد ناموا هذه المرة ولكن دون أن يستيقظوا من جديد.

هذا مجرد جزء بسيط مما يحدث في بلدي كل يوم.

فقط في سوريا يأكل الناس الخبز بطعم الدم. وكل هذا يحدث فقط لأننا نريد ان نعيش بحرية وبشكل ديمقراطي

أريد أن أسألكم:

لماذا يجب أن يموت الناس فقط لأنهم يريدون العيش بحرية؟

لماذا يأخذ العالم من قتل الشعب السوري موقف المراقب ؟

قبل أن أغادر سوريا ، جاءني  رجل. أخبرني أن الجيش سيصل قريباً إلى مدينتي ويقتلني لأنني رجل ويمكنني حمل السلاح.

أريد أن أسألكم ماذا ستفعلون إذا تعرضتم لهذا الموقف؟

غادرت سوريا مع عائلتي وهربت إلى ألمانيا. نحن السوريين ممتنين ونشكر ألمانيا وشعبها. وأود أن أقول لكم: أنا ومعظم السوريين، بأننا لم نأتِ إلى هنا بحثاً عن الرفاهية. لقد جئنا إلى المانيا خوفاً على أطفالنا وحرصاً منا على حمايتهم ومنحهم المستقبل.

كم أتمنى أن تنتهي هذه الحرب البشعة وأن أعود إلى وطني الأم مع عائلتي. أود المساعدة  هناك في رعاية الجرحى والمحتاجين الذين خلفتهم الحرب. أريد العيش بسلامِ مع عائلتي.