منذ حوالي ثلاثة سنوات أتيت مع عائلتي إلى مدينة كيل.
فلقد شاهدتُ فيها مناظر رائعة وحدائق جميلة و أشجار شامخة كبيرة وأسواق حديثة و شوارع عريضة و نظيفة و أبنية حديثة و إطلالة رائعة على البحر الذي يخترق قلب المدينة ويشطرها إلى نصفين . تأتي البضائع وتصدّرُ على متن السفن الكبيرة أما الصغيرة منها فيستخدمها الناس للمرح في أوقات فراغهم أو أن يتنقلوا بها إلى عملهم.

إنّ أجمل ماعشتهُ هنا وأثار إعجابي هو الاحتفال السنوي “أسبوع كيل” حيث يعود تاريخ هذا الاحتفال إلى 23 يونيو 1882 و هو أكبر تجمع لليخوت في العالم . حيث تتسابق القوارب السريعة و الحديثة بشكل مشوق في أثناء ذلك يقوم السياح أنفسهم بتجربة وعيش قصة السفن التاريخية.
حول اللسان البحري داخل المدينة يمكن تجربة الكثير : فعلى المسارح المنتشرة في كل أرجاء المدينة يمكن الاستماع بالموسيقى من الفرق العالمية الكبيرة و الصغيرة. الأكل و الشرب و كذلك شراء أشياء من ثقافات مختلفة من الأكشاك. و للأطفال يوجد الكثير من البرامج النشاطات ليتعلموا أو ليلعبوا و ليلعبوا بالألعاب البخارية.

إنّ يوم السبت الثاني من أسبوع كيل هو النقطة المحورية : حيث تبحر المئات من السفن في مهب الريح بشكل جماعي من داخل و خارج خليج المدينة لتظهر أشرعتها من جهتها الجميلة. تلك لحظة يتوجب على كل شخص أن يعيشها. و في اليوم التالي ينتهي أسبوع كيل بمفرقعات تملأ سماء المدينة فوق البحر بألوان جميلة.
يقام هذا المهرجان كل عام ، فبالنسبة للكثيرين فهو أمر طبيعي. أما بالنسبة لنا نحن الذين أتوا من سوريا فالأمر ليس كذلك حيث أننا كنّا محرمون من أبسط الحقوق الإنسانية والثقافية. لهذا السبب فإنه من الأفضل أن نعيش تجربةً مثل هذا الحدث الضخم. فأنا أتطلع بسرور للاحتفال القادم .
احتفال أسبوع كيل سيكون ابتداءً من السبت 22 يونيو و لغاية الأحد 30 يونيو للعام 2019.